رحلة بحرية
قرر الرجل الانتقام من جميع المديرين المسئولين عن ادارة احدى شركاته بطريقة تتناسب مع الخسائر الضخمة التى تسببوا فيها أثناء فترة مرضه, فجمعهم بمكتبه و أخبرهم أنه بمناسبة شفاءه يدعوهم غداً إلى رحلة بحرية على سطح اليخت الخاص به, و طلب من كل مدير أن يوجه الدعوة ايضاً الى اثنين من العمال الذين صرف لهم مكافآت من الشركة فى الفترة الماضية
أبحر اليخت لعدة ساعات فى البحر حتى استقر على شاطىء جزيرة مهجورة فنادى صاحب الشركة طاقم اليخت و أمرهم بانزال بعض الصناديق و الخيام على الجزيرة و أخبر المديرين و العمال بأنهم سيمضون الليل على تلك الجزيرة للاستمتاع بالطبيعة ثم يعودون ادراجهم فى الصباح,
اقامو حفل شواء و استمتعو بالليلة و فى الصباح اكتشفو ان صاحب الشركة أخذ اليخت و الطاقم و رحل تاركاً لهم رسالة قصيرة: "أنتم مدراء شركتى الذين وثقت فيهم اثناء غيابى, و انا ايضاً اثق انكم تستطيعون ادارة حياتكم على هذه الجزيرة بدونى بنفس الطريقة التى ادرتم بها الشركة و قد تركت لكم صناديق بها بعض الاحتياجات كما كنت اترك لكم الاموال بخزينة الشركة... ملحوظة: لا تقلقو بخصوص عائلاتكم فسوف ارسل لهم المال الكافى و اخبرهم أنكم فى رحلة تدريبية بالخارج" ..
بعد ستة اشهر دخل الرجل مكتبه ليجد المديرين و عمالهم فى انتظاره و قد عاد جميعهم تواً من الجزيرة فابتسم بهدوء و أشار الى مدير مكتبه المخلص الذى كان قد زرعه وسطهم و قال "احكى لى كيف اجتازو التدريب", فرد:
فى الاسابيع الاولى سار العمل بنفس العقلية التى اعتادوا عليها, استحوذ المدير المالى على جميع الصناديق التى تركتها و لم يعلن صراحة عن كل ما فيها, فقط اخرج بعض اكياس الحبوب لنأكلها و بعض ادوات تقطير الماء و قليل من أدوات الصيد اعطاهم لمدير الانتاج الذى جمع العمال و طلب منهم صيد اكبر قدر من الاسماك بأى طريقة, كان مدير الجودة يراجع الصيد يومياً ليعلن ان معظم الاسماك فسدت أو انها من النوع السام و بعضها صغير الحجم يجب اعادته الى البحر, لكنه كان أكثر تعسفاً اثناء التفتيش على ادوات الصيد مما اضاع كثير من الوقت, بعد كل هذا كان يتبقى عدد قليل جداً من الاسماك فيقوم مدير الموارد البشرية بتوزيعها بطريقة جائرة مما اغضب العمال الذين انهكو من كثرة العمل الغير مجدى فتكاسل بعضهم عن العمل و هذا بالطبع ادى الى تفاقم المشكلة, أما مدير المبيعات فقد ظل بلا عمل طبعاً حيث لا يوجد انتاج و لا يوجد عملاء لكنه يشارك فى الاجتماعات التى تعقد كل ساعة تقريباً ليتبادل الجميع فيها الاتهامات و تنتهى الى لا شىء .... فى الحقيقة اننا كدنا نموت جوعاً بعد ثلاثة اسابيع و كنت على وشك الاتصال بك للاستغاثة من خلال جهاز الارسال الذى تركته لى لكنى قررت القيام بمحاولة اخيرة حيث صحت فى الجميع قائلاً "نحن الآن على وشك الموت, فليسامح كل منا الآخر و ليفعل كل منا افضل شىء عنده قبل ان يموت" ربما كانت هذه هى الجملة السحرية التى غيرت الاحداث, فبعد ان اختلى كل منهم بنفسه لمدة ساعة عاد مدير المالية ليفتح الصناديق امام الجميع قائلاً "كنت اظن اننى ادخر بعض الفرص لوقت الحاجة اما الآن فلكم حق الاطلاع على كل شىء لاننا سنحاسب جميعاً على هذه الامانات" هنا اكتشف مدير الانتاج بعض الادوات التى يمكن ان يجرى عليها تعديلات و يستخدمها لصيد افضل و قرر ان يهتم بكيفية الصيد كما يهتم بالكمية, كذلك رأى مدير الجودة انه من الافضل ان يشرك معه العمال و مديرهم فى وضع اجراءات جودة اكثر ملائمة للموقف الحالى و ان يكون منهج الجودة موجه نحو تحقيق مصالح الجميع و ليس تصيد الاخطاء, بادر مدير الموارد البشرية بالاجتماع مع العمال لتوفير المتطلبات اللازمة لهم و تكليف كل منهم بالدور المناسب لمهاراته, و جاء دور مدير المبيعات ليعلن ان العملاء الممتازين موجودون فى كل مكان, فقط علينا ان نفهم متطلباتهم جيداً و انه اكتشف عميل ممتاز على الجزيرة ألا و هو البيئة و الطبيعة حيث نستطيع ان نبيع للطبيعة الحبوب المتبقية لدينا مع الماء الذى نقطره و بعض مخلفات الاسماك كسماد لتعطينا الطبيعة الثمار, و نستطيع ان نعرض بعض الثمار و الحبوب على الطيور المهاجرة لتعطينا اللحم و الريش" و أكمل مدير المكتب:
التغيير الى المنهجيات الجديدة كان امر صعب فى البداية و احتاج الى كثير من المجهود و الصبر لكن النتائج فى النهاية كانت رائعة حيث دبت الحياة بكل اشكالها فى جميع ارجاء الجزيرة لدرجة ان الكثير لم يعد يرغب فى العودة لولا انك ارسلت لنا القوارب لتنقلنا
هنا وقف صاحب الشركة ليصافح الجميع قائلاً "حمداً لله على سلامتكم, الآن لديكم الخبرات اللازمة لاعادة احياء شركتنا, أما الجزيرة فقد حصلت على التصاريح اللازمة للاستثمار فيها و تحويلها لمنتجع سياحى و سأرسل غداً بعض المديرين و العمال السيئين من شركة المقاولات لاكمال العمل الذى قمتم به"
#عودة_رجل_الاعمال #TAZWAAD #إذا_اعجبتك_فشاركها_او_انقلها_واذا_نقلتها_اذكر_المصدر
تعليقات
إرسال تعليق